كشفت شركة جوجل عن نيتها دمج أداة الذكاء الاصطناعي Veo 3 ضمن منصة YouTube Shorts في وقت لاحق من هذا الصيف، وفقًا لما أعلنه الرئيس التنفيذي ليوتيوب، نيل موهان، خلال كلمته في مهرجان "كان ليونز" السينمائي، كما نقلت صحيفة هوليوود ريبورتر.
تهدف الأداة إلى تمكين منشئي المحتوى من إنتاج عدد غير محدود من مقاطع الفيديو اعتمادًا على المطالبات النصية. وقد وصف موهان إمكانيات الذكاء الاصطناعي بأنها "لا حدود لها"، مُشيرًا إلى أن التقنية الحديثة تتيح لأي شخص لديه قصة أن يحول حلمه إلى مهنة، أو أن يوظف صوته للتأثير في العالم.
لكن رغم هذه الوعود الكبيرة، تبقى الصورة أكثر تعقيدًا. فالكثيرون يستخدمون Shorts لمتابعة محتوى تعليمي سريع أو فيديوهات ترفيهية بسيطة، ويخشون من أن يؤدي اعتماد الذكاء الاصطناعي إلى تضليل المستخدمين أو إنتاج محتوى لا يتمتع بالجودة أو الطرافة ذاتها. ومع انتشار المحتوى المولّد آليًا، قد يدفع ذلك بعض المستخدمين إلى التحوّل نحو منصات بديلة مثل TikTok أو حتى Instagram Reels.
الجدير بالذكر أن يوتيوب يستعين حاليًا بإصدار أقدم من Veo ضمن أداة Dream Screen لإنشاء خلفيات. إلا أن الإصدار الثالث يُمثل قفزة نوعية، إذ يتيح توليد فيديوهات كاملة تتضمن الصوت والصورة بشكل يبدو واقعيًا للوهلة الأولى، رغم أنها قد تبدو غير مألوفة عند التدقيق.
من ناحية أخرى، يثير استخدام Veo 3 مخاوف تتعلق بتزييف الشخصيات العامة، وهو ما تحاول جوجل التصدي له عبر التعاون مع وكالة CAA والمبدعين لتطوير آلية تُمكّن المشاهير من التحكم في استخدام صورهم على المنصة.
ويبقى التساؤل الأهم: هل سيكون منشئو المحتوى الحاليون مستعدين لمشاركة أرباحهم مع أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتيح لأي شخص إنتاج محتوى بكلمات بسيطة؟ خاصة أن أكثر من ربع المنضمين لبرنامج شركاء يوتيوب يجنون الأرباح من الفيديوهات القصيرة. يبقى أن نرى كيف سيؤثر هذا التغيير على تنافسية المنصة وجاذبيتها في مواجهة الخدمات الأخرى.
المصدر : engadget